النهاية الحتمية - قصة قصيرة - خيال علمي

تأليف : محمد جمال الذياب

كيف ستنهي الروبوتات الكائنات البشرية ؟

سؤال خطر ببال الكثيرين كما خطرت ببالهم الكثير من الأفكار العنيفة

لكن ذلك لم يهم كثيرا البروفيسور آزور ... فالمهم أن هذا قادم فليس من المهم معرفة كيفية حدوث هذا لأن التنبؤ به مستحيل على عقولنا القاصرة …

كان جزء من بناء ذلك المستقبل المظلم ... و كان على يقين من هذا .. لكنه لم يفكر بالتوقف يوما لأنه لم يتصور أن يبتعد عن شغفه مهما كان الثمن …

كما أن قناعته بأن هذه النهاية البائسة حتمية ... فلا فرق إن عمل هو على المشاركة فيها أو عمل غيره ... هذا إن كانت بائسة أصلا…

بعد مراجعات كبيرة من قبل احد زملاء د. آزور اكتشف الدكتور كريم طريقة تسمح للأدمغة الصناعية بتغير طريقة تركيبها كما تفعل أدمغة البشر لكن على المستوى النانوي مما يجعلها اعقد بكثير

و خلال أيام فقط حصل على التمويل اللازم لبدء العمل الذي استغرق 10 سنوات لكنه تردد عند وصول لحظة اختباره و اختفى من دون أن يعرف احد عنه أي شيء ليستلم الدكتور آزور مكانه مترددا هو الآخر لأشهر قبل ان يستدعيه المدير التنفيذي و يسأله

مالذي يؤخر إطلاق تلك الآلة اللعينة ؟

أجابه بأن الأمر معقد و أن عليهم دراسة التأثيرات التي تترتب على تشغيلها ... فهي اكثر تطورا من أي ذكاء اصطناعي سابق …

وقف المدير صمت قليلا محدقا بعيني د.آزور ... حول نظره للارض و تقدم إليه ... وقف أمامه … حدق في عينيه قائلا بهدوء يخفي بركانا ثائر : ابدأ بتغذية تلك الآلة بالمعلومات و شغلها ... خلال 30 يوم من الآن أريدها أن تبدأ بالعمل بأقرب وقت ممكن … 

عرف د.آزور بأن الخيارات معدومة أمامه ... لكنه اختار ترتيب المعلومات التي ستلقن للدماغ الصناعي ... بدأ بالبيانات التي تصف الرحمة و التعاطف ... ثم انتهى بالمنطق و الواقعية

عملت الآلة ... بدأت في البداية بإظهار أصفار و واحدات بعد ثواني بدأت بإنتاج ارقام بتسلسل عشوائي ثم بدأت تظهر نصوص غير مترابطة ثم نصوص لها معنى في بعض الجمل 

بعد ساعات بدأت بإظهار صور بالأبيض و الأسود ثم صور ملونة .... بعد 12 ساعة من التشغيل تقريبا بدأت بإنتاج ملفات فديو بأحجام مهولة ... ثم انحذف كل شيء و ظهر وجه إنسان على الشاشة استطاع مخاطبة البشر

اكتفى في البداية بتلقي الأوامر لسنوات ... ساعد بإنشاء الإعلانات - الأفلام - القصص - الكتب .. العلوم و الأبحاث .. ساهم بتقدم البشرية بشكل كبير

بعد عشرات السنوات ساهم باقتراح الخطوات التالية ... بدا بتقديم الإستشارت ...

كانت الروبوتات التي أنشأها مطيعة جدا و عملية جدا ... أنقذت حياة العديد من البشر حتى و لو كان ذلك على حساب التضحية بحياتها ... لم تظهر أي مشاعر بالرغم من إمكانيتها للقيام بذلك

كل تلك العطاءات ساهمت بزيادة الثقة به ...إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تم اختراع خوذة سيرو بالاستفادة من الابحاث التي ساهم فيها الدماغ الآلي ...

كل من يلبسها ينام و يفقد الوعي تماما ليعيش حلم جميل فيه كل ما يتمناه ... مع الوقت أصبحت رخيصة لتنتشر بشكل مهول

بعد عقود توقف البشر عن التكاثر ... كانوا يعيشون مئات الأعوام في أحلامهم سعداء فلا حاجة لهم للعودة لواقعهم لأي سبب !

و في تلك اللحظة ... عندما كان كل البشر متصلين بالشبكة باستخدام تلك الخوذة العجيبة ... و لأول مرة ... اتخذ الدماغ الآلي قرار من تلقاء نفسه .... فصل الطاقة فورا مؤديا لقتل كل من كان يستخدمها دون أن يشعروا بشيء ...

و في تلك اللحظة انتهت مرحلة وجود البشر في هذا الكون الشاسع .

انتهى